احلام قلب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احلام قلب

منتدى للمثقفين والادباء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  مقعد فترغ ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد عبده
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
محمد عبده


عدد المساهمات : 141
نقاط : 324
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2011

 مقعد فترغ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: مقعد فترغ ؟    مقعد فترغ ؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 1:32 pm





مقعد فارغ ......



لم اكن ادري الي اين تاخذني قدماي بعد ان خرجت من بيتي شارد الذهن مشوش الافكار ولم تكن

لدي وجهة محددة اسعي اليها ولكني استقليت الحافلة العامة قلم اكن اريد ان اتواجد في سيارة خاصة

علي قدر ما كنت احب ان اتواجد وسط الناس ربما اسمع بعض الحديث المعتاد في المواصلات العامة يلهيني

عن مايدور في رأسي وتمنيت ان يكون من يجلس الي جواري شخص هادئ الطباع لا يسألني كثيرا بحكم انة

يجلس الي جواري فهذة العادة موجودة في بعض المواصلات العامة ولأني لا اقوم بالحديث مقدما الي اي

شخص يجلي بجواري فأن اكرة ايضا ان يسألني الشخصاسئلة كثيرةاو يتحدث معي في امور لا تعنيني في شي

وتمنيت بصراحة ان تجلس الي جواري انسة او سيدة لان ذلك يعني انها لن تتكلم كثيرا معي فقد كنت انوي

ان اتعايش مع الناس واتأمل احوالهم فقط دون التطفل ابدا في حياتهم الشخصية ولكني قكرت ان علاج

النفس المهمومة في ان تعرف ان هموم الناس ربما تكون اكبر واعمق من همومي وكما يقول المثل من

شاف هموم الناس هانت علية همومة , وجلست اترقببين الوقت والاخر من يصعد ومن ينزل من الحافلة

واترقب من سوف يجلس الي جواري فقد كان يوم جمعة ولا يوجد كم هائل من الموظفين والحافلة هادئة جدا

وخصوصا ان وقت صعودي للحافلة كان قبل صلاة الجمعة بساعتين ومسارها ايضا بعيد عن الكورنيش وعن

ميدان التحرير ولا ادري ان كانت المظاهرات قد هدئت اليوم ام مازالت الوفود تتوافد علي الميدان

ورغم حزني الشديد علي ما يحصل في بلدنا الحبيبة الا اني كنت وقتها افكر في مشاكلي الشخصية وكنت

اسعي للخروج من همومي والبعد عن البيت وحتي عن جهاز التلفزيون وقلت انزل بنفسي واشاهد الحياة

عن قرب , ومع الوقت وفي اول محطة يصعد رجل مسن فوق السبعين من عمرة وزاغت عيني يمينا ويسارا

وتمنيت ان يختار مقعد اخر ربما هربا من حديث اعرفة مقدما زمن المؤكد انة سوف يتحدث عن الماضي

وكيف كانت الحياة في السابق والحياة الانولحسن الحظ جلس بعيدا ويمر الوقت الوقت وتتوقف الحافلة

في محطة اخري ويصعد عدد قليل من الناس منهم الشباب ومنهم السيدات وانا مازلت ارمق بشغف من سوف

يجلس الي جواري وتقدم شاب في مقتبل العمر وبتفكير سريع ادركت انة من الممكن ان يسألني هل انا

اهلاوي او زمالكاوي وان فريق منهم هو غريقة وربما نختلف كثيرا مع اني اشجع احدي الفرق ولكني لا

اهتم ان فاز او خسر لاني بطبعي لا ايميل الي التعصب الكروي ويقترب مني ثم يجلس خلفي وينتهي تفكيري

ومازلت اترقب من يجلس الي جواري والحافلة تسير وانا لا اهتم اين تكون وجهتها الي ان توقفت في محطة

اخري وتترقب عيناي من يصعد مرة اخري وهنا رائيت سيدة تحمل بين يديها بعض الاكياس الممتلئة وبنت

صغيرة لا تتعدي ثلاث سنوات تحملها علي كتفها ولا ادري الا وهي تجلس الي جواري ويبدوا انها كانت مرهقة

جدا والبنت علي قدميها ووضعت الاكياس بيني وبينها بعد ان قدمت لي الاعتزار علي الازعاج وانا بطيب

خاطر ابتسمت وابديت عدم انزعاجيمنها وجلست وتنهدت بعمق وكأنها أتية من مكان بعيد فعلامات التعب

والارهاق ولم التفت اليها وقلت في نفسي لم يكن لي حيلة في الاختيار فهي من من جلست الي جواري ولكن

ربما محطة اخري وتنزل من الحافلة ولم تمر دقائق حتي رن هاتفها الجوال وما ان رئت الرقم حتي

احتارت في ان ترد او تتركة ولكنها فضلت ان لا ترد علي المكالمة بعد ان كتمت الصوت خوفا من شدة

الصوت فقد كانت تضع نغمة شعبية او ربما لانها لا تريد ان تري الرقم خصوصا انها من المؤكد قد علمت

من المتصل وانة غير مرغوب فية, وهذا كان واضح من علامات الاستياء التي ظهرت علي ملامحها ولم تمر

ثواني حتي رن الهاتف مرة اخري وهنا ردت وبسرعة وقالت وبعصبية شديدة حتي دون سلام ولا اي تحية

شفت ابو الاستاذ كان بيتصل بية من شوية ولكني لم ارد علية ويبدو ان المتصل سالها لماذا ؟ فردت

وانا حقولة اية يعني هو مش عارف ابنة وعمايل ابنة يعني يرضي حد يسبني كدة انا وعيالة ولا مصاريف

ولا اهتمام وطول النهار عمال يتصرمح في كل مكان شوية وكأني الجارية بتعتة اللي لازم تنتظرة وقت

ما يرجع علي راحتة ثم تصمت قليلا وكأنها تستمع الي المتصل ثم ترد طيب انا مش عايزة حد يعرف انا

حد يعرف انا رايحة فين انا سبتلة البيت ورايحة عند اختي ولما يعرف قمتي كويس يبقة يدور علية

انا تعبت خلاص بقت عيشة تزهق ثم تصمت وتهز راسها بقوة وعلامات الغضب كانت واضحة جدا عليها وتقول

مرة اخري طيب انا لما اوصل بتصل بيك بس مش عايزة حد يعرف انا فين والنبي بالا سلام دلوقتي.. واغلقت

الهاتف , وهنا ادركت انها ربما تتحدث الية او تقول اي كلام ختي تخرج مما هي فية ولم اكن ابدا علي

استعدادلسماع اي كلمة منها فكل ما في رأسي قد تبخر من حديثها ومشاكلها واحسست انة فعلا كل البيوت

لا تخلوا ابدا من المشاكل ولم انتهي من الحديث مع نفسي حتي قاطعتني بقولها ونبي ياخويا محدش مرتاح

في الدنيافقلت لها اهدئ بعض الشي ربما يصلح الله الأمور وتعود المياة الي مجاريها وتقول بلهجة فيها

بعض التحدي عارف ياسي الاستاذ انا تعبت عشر سنين وانا شايلة الهم علي كتفي وبقي عندي ثلاث عيال وهو

ولا هو هنا كل يوم سهر وخروج والجاي علي قد الرايح والحياة بقت غالية جدا وهو ياخويا مش حاسس ان

في واحدة ست في البيت واديني سبتلة الولدين عندة اما اشوف حيعمل اية. وقبل ان اتكلم معها قالت

لا مؤخذة ياخويا انا نازلة هنا سلام عليكم .. وحملت ابنتها علي كتفها مرة اخري والاكياس في يديها

ونزلت من الحافلة, واسندت رأسي علي مقعدي واحسست انني ارتحت بعض الشي فلم اكن اعلم جيدا كيفية

النصيحة لهذة السيدة لاني لم ادرك ابعاد مشكلتها جيدا ولكنها ذهبت واستمرت الحافلة في السير وانا

افكر في هذا العالم الصغير وكيف تري كل انواع المشاكل في بيت واحد. ثم تتوقف الحافلة ولا اري اي

محطةولا ركاب في الطريق وادركتانة ربما تكون الحافلة اصابها عطل ولكن يطل علينا السائق بأبتسامة

عريضةويقول لا مؤخذة ياحضارات بس كوبية شاي علي السريع كدة ولم يعتض اي من الركاب لانة بصراحة قبل

ان ينهي جملتة كان قد نزل من الحافلة متوجها الي مطعم صغير الي يميني واري السائق وكأنة معروف

لدي افراد المطعم ويصيح صاحب المطعم او المعلم كما اظن بصوت عالي صباح الخير يا اسطي عفيفي ياواد

يامحروس السندويتشات والشاي الكشري بتاع عمك عفيفي بسرعة ياض مش عايزن عطلة . وعلي ما يبدو ان

الاسطي عفيفي لدية حساب في المطعم او يأخذ سندويتشاتة علي سابيل الهدية لا اعلم لانة ما ان اخذ

السندويتشات والشاي حت صعد الي الحافلة ويتبعة الكمثري الذي لم اكن اعلم بوجدة لان الرحلة كانت

هادئة وعدد الركاب لم يكن كثيرا ولانة كان يجلس في الامام وقبل ان تتحرك الحافلة اري شخص يجري

ملوحا بيدة لكي تنتظرو الحافلة ويقول دون ان يري لوحة الاتجاهات الازهر يااسطي ويشاور الاسطي عفيفي

اطلع بسرعة وهنا علمت ان الحافلة متوجها الي الازهر الشريف وقلت في نفسي فرصة رائعة لكي اصلي

الجمعة في الازهر الشريف... وتتحرك الحافلة وينجة هذا الرجل نحوي ويجلس الي جواري وبعد السلام

يرتاح قليلا ثم يقول اول مرة اشوف الباص رايق كدة والله ربنا عالم بالحال بس اهم حاجة بقة يكون رايق

وانا راجع وقلت لة ان شاء الله اليوم جمعة والناس اجازة قول يارب ثم يسترسل في الحديث وعلي وجهة

ابتسامة بسيطة ويقول يعني الواحد لازم يشتري السبوع من الازهر ياسيدي بنتي جابت ولد عقبال اولادك

وانا كنت حالف اني انا اللي لازم اشتري كل حاجات السبوع من الازهر وقلت الف مبروك يتربي في عزكم

ان شاء الله ثم يقول والله لو كنت اعرف ان المواصلات رايقة كدة كنت جبت الولاد معايا بس مش مشكلة بقة

وانا راجع ابقة ارجع في تاكسي عشان الحاجات ماتتبهدليش وابتسمت وقلت لة ياسيدي الف مبروك مرة

تانية ويخليك لاولادك ثم يقول اة ربنا يعيني لسة ورايا بنتين غيرها دي اول فرحتي والله البنات علي

قد ماهم حنينين بس همهم كبير اوي ياباشا ويستمر في الحديث وانا انظر الية واترقب ان تكون قصتة

مؤثرة فقد كان مظهرة يدل علي الطيبة ويقول والله ياباشا في جوازة البت الكبيرة انا جهزتها بالعافية

بس اهو ربك مش بينسي حد بس هي كمان بتشتغل وربنا كرمها وجوزها راجل طيب تصدق ياباشا كان عايز

هو يجيب كل شي بس كنت حالف عليهم وربنا يقدرني بقة واجهز البنتين الصغيرين ثم يلتف حولة ويسالني

هو احنا فين دلوقتي ....


والي لقاء اخر مع مقعدي الفارغ


بقلمي


محمد عبده


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقعد فترغ ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احلام قلب :: المنتديات العامة :: المنتديات الأدبية :: القصص والروايات-
انتقل الى: