عندما تتراقص المشاعر
تتراقص المشاعر بين الحين والاخر في بعض الاوقات علي نغمة حزينة تتمايل ببطء شديد ولا يدركها
الاخرين ولا يعلم ما في داخلها من بطء حركتها وقلة ابتسامتها ونبرة الصوت الحزين التي ترتسم علي
كل ملامحها ولا يستطيع المفسرين ان يتسللوا الي اعماق جرحها ولا الي سبب حزنها , فقط ينظرون الي
سيول من الدموع تنهمر وتطغي علي احمرار الخدود حتي تبدو حزينة وينطفي نورهم ويصيبهم الأنين ولا
احد يجرؤة علي توقع الاحداث ولماذا كل هذا الحزن وكل هذا الاكتئاب , هكذا هي المشاعر عندما تتراقص
علي انغام موسيقي هادئة تشعرك بأنك في اخر الاحلام وان الايام القادمة ما هي الا تعاسة وشقاء ,
وتتراقص وتتراقص وكأنها ظمئ لكل الخمور التي تسلب العقل وتذهب بكل القوانين الي حيث الضياع ولم
يعد العقل يفكر ولم يعد للقلب مكان وليس للايام صوت الا الأنين , هكذا هي المشاعر عندما تموت موتا
بالبطيئ هكذا هي المشاعر عندما تتراقص وهي تعلم انها الرقصة الاخيرة وتتلون بكل الوان الحزن بكل
الوان العذاب بكل الوان الدهاء , ولا تستطيع الا ان تشفق عليها وتظن بأنها في الرمق الاخير وتقول
متأسفا وداعا لحب السنين وداعا الي العاشق والمعشوق لأن المشاعر لا تموت وحيدة؟ بل تموت والي
جوارها كل الاحاسيس ويبدو ان للمشاعر في بعض الاحيان عمرا افتراضيا ؟ فهل يقبل العاشق ان يعشق
لفترة ذمنية محدودة؟ ام يقبل ان يموت هو ايضا بموت تلك المشاعر وان يرقص معها الرقصة الاخيرة؟
تحياتي
بقلمي
محمد عبدة
12 / 5 / 2011