للظلم طعم أمر من الحنظل لا يتذوقه إلا من تعرض له, وقد جربته فعلا وتعرضت له حين أصدرَ الناس ُ حكمهم الخاطىء والمسبق على أى فتاه تجلس على النت ؛ دون أن يعرفوها .
كذلك ما رأيته أنا على النت فى البدايه , كنت أصدق الجميع فلا أكذب احداً فتعرضت لاكاذيب وخداع وفقدت الثقه فى الكل وهذا خطأ اعترف به.
ثم بدأت أشك فى الجميع فلا أصدق أحد فظلمت القليل وهذا أيضا خطأ اعترف به.
كما سبق وأن حدثتكم فى الحلقه السابقه أنى قابلت نماذج كثيره هنا على النت أستطيع أن أقسمهم ثلاثه أصناف ؛ الصنف الأول هو صنف نادر الوجود أو على الاقل نادر وجوده فى هذا المجتمع الالكترونى ,أناس عرفوا قيمه احترام النفس فاحترمهم الاخرون
وصنفُ ثان فقدوا الأخلاق ففقدتهم وضلت طريقها إليهم فسقطوا من أعين الناس .أما الصنف الثالث فهو ضائع بين هذان الصنفان تصرفاته خاطئه ولكن بداخله شىء جميل ظنه مفقود ولكنه بداخله لا يحتاج سوى من يدله إليه .
احترت وفكرت كثيرا ً بمن أبدأ ؟ ولكنى اهتديت أخيرا إليه فقد اشترك كل أبطال هذه الحلقات فى صفه واحده عداه هو فقد خالفهم
فهم جميعا منتمون لكوكب الأرض , أما هو غريب عنه.
أبدأ كلامى عنه باعتذارى عن ظلمى له فقد حكمت عليه بمفاهيم هذا الزمن ، فكان حكمى طبعا ً خاطىء ؛ تلك المفاهيم التى وضعها أهل هذا الزمان كى تعبر عن واقع لهم عاشوه واندمجوا معه.
ولو انساقت على لسانى كل كلمات الاعتذار فلن أوفيه حقه .
أتمنى أن يقرأ كلامى ويتلمسه بقلبه كما عودنى منه . من الممكن أن نكون قد أتينا من كوكب اخر ولكننا تلاقينا هنا على الارض لذا فقد حكمت عليه بحكم الزمان والمكان .
حقا هو شخصا أرق من النسيم فى مشاعره , لا يتكلم كثيرا بل يفضل الصمت ,لا يُرهِق نفسه بكلام وحوارات ليس لها نهايه بل يترجم ما يدور بداخله لأفعال .
ولكن ما لم يعجبنى فيه أنه غير راضى عن نفسه (على حد تعبيره) وقد لاحظتها منذ تعارفنا ولكننى فضلت الصمت عسى أن يفتح لى قلبه ويخرج ما أثقلته الحياه من هموم وأحزان . كما أن ثقته بنفسه الى حد ما تهتز بعض الشىء وهذا لا ينم عن ضعف بل عن دوامه وضعته فيها هذى الحياه ؛ فهو شخصيه عظيمه ونادره ورقيقه إلى أبعد الحدود , وجد نفسه وسط عالم ملىء بالكذب , والصراعات والقسوه والجفاء والخيانه . ومن هنا دخل الدوامه , لذلك تاه وشعر بالغربه. هو كائن غريب هبط علينا من كوكب اخر يركب سفينته المحمله بالزاد فلا يحتاج لزاد من أحد ، فزاده ليس طعام أو ماء أو هواء بل زاده مشاعر رقيقه واحاسيس عذبه مرهفه وحنان وعطاء متسعى الأفق ,وضع رحاله على كوكب الأرض كى يعطى ويمنح لا ليأخذ ولكنه تفاجىء بأنهم رفضوا حتى عطاياه لأن عملته لا تُُصرف عندهم , فقد اكتفوا جفاء وقسوه ,أماتوا كل المشاعر لديهم عدا قله قليله . فقرر أن ينسحب بهدوء ويعتكف بسفينته منتظرا هذى القله القليله كى يقايض معها على زاده حتى لا ينقطع الزاد ويفارقوا الحياة . هو لا ينقص شيئا عن البشر ولا يزيد عنهم ولا توجد أصلا أى درجه مقارنه كى نحدد من الأعلى ومن الأقل .هو لا تحتاج أذن كى تسمعه بل يحتاج قلب كى يشعر به لأن لسانه عجز عن الكلام بلغه البشر ولكن احساسه دائما ما يتكلم ويترجمه لسانه لأشعار ودرر أقل ما يجب أن تُحفظ فى لؤلؤه لا تمسها يد البشر , وكلما اشتاق البشر للحنان والعطف والدفء تلمسوها فهو كعطاء كريم رغم بخلهم , حنون رغم قسوتهم , هادىء رغم عنفهم , رقيق رغم قسوتهم . هذا ليس خيال أو وهم بل واقع تلمسته ورأيته وسمعته , شخص عادى بسيط جدا , عاملنى بمنتهى الرقه رغم جفائى معه , عاملنى بمنتهى الحنيه رغم قسوتى عليه . لم أقسو عليه لأن هذا طبعى لا بل لاننى نظرت اليه بعين البشر وحكمت بحكمهم فظلمته. أرجوه أن يسامحنى فإن أبكيته فلعجزى
وإن جرحته ,فلجهلى
وإن قسوت ,عليه فلفقرى
وإن ظلمته , فذاك جرمى . أعلم جيدا أننى مهما تكلمت فلن أوفيه حقه , ومهما اعتذرت فلن أخفف جرحه , ومهما طلبت السماح فلن أرفع عنه ظلمى.
هو حقا يستحق أن أرفع له القبعه وعيناى تنظران للارض تبجيلا واحتراما وخجلا .
هو انسان حقا أعلى من مقاييس البشر , عجزت عن تقييمه لأننى من البشر.
وأخيرا أهدى له قصيدتى " سامحنى " عساها أن تمحو جرحه أو تخفف ألمه وأن تشفع لى عنده.
الأحد مارس 27, 2011 3:08 pm